لم أتعود أن أكتب عن الأشخاص إلا في حالة خاصة ونادرة، عندما يفوق جمال الشخص قدرتي على الكلام فلا تسعفني سوى الحروف، أنا كائن كتابي أكثر مني كائنا شفاهيا، ولقد ارتكبت ذنوبا بحق جميلين كُثر بسبب هذا الخلل، وأيضاً هناك ذنب آخر أوجعني أكثر هو أنني عندما أقرر تجاوز عقدة الكلام وأكتب عن واحد منهم يكون قد «فات المعاد»، إما يكون قد رحل فلم يشعر بمكنون شعوري تجاهه، أو أكون أنا قد فقدت فورة الحروف وحميميتها بسبب نكد الدنيا وما تسببه من أعطاب في الروح.
هذا الكائن الإنساني الفريد الذي يحمل اسم «فؤاد عزب» ويطل علينا كل يوم أربعاء في «عكاظ» منذ وقت طويل، كاتب مختلف عنا نحن بقية الكتاب فيها وفي غيرها. نحن نكتب عن الحدث اليومي، حفر الشوارع، الوظائف، البطالة، لهاث الناس في العيش اليومي، نحن مستهلكون جداً ككتاب، لكن فؤاد ينتظر أسبوعاً كاملاً يستجمع فيه كل ما التقطته روحه من التفاصيل الإنسانية القابعة في ما وراء الضجيج ليخرج لنا بقصة إنسانية يسكبها بلغته المنبعثة من وحي يخصه وحده، النابعة من جدول رقراق تطفو عليه أوراق البنفسج وزهرات الياسمين وبراعم الفل التي يحتضن بستانها في قلبه، يتركنا أسبوعاً كاملاً ثم يباغتنا بحقيقة أننا مشغولون بتفاصيل ثانوية وهو مشغول بأصل الأشياء، الإنسان وكواليس وجدانه.
دعوكم من فؤاد خبير الإدارة الصحية وذي الباع الطويل في تأسيس فكر إداري صحي متقدم في زمن ما، وما زال يطوره، ولكن انتبهوا لفؤاد الكاتب المتفرد الذي أجزم أن لا أحداً يشبهه الآن. كيف ينحت روحه لتزهر بمثل هذا الكلام وهذه الحالات الغائبة عنا، كيف لا يكون نزفه الإنساني مطبوعاً ليقرأ المشغولون بهزائم الحياة شيئاً من إكسير يخفف الأوجاع ويبعث الأمل ويجبر هزائم الروح ويلملم شتاتها في هذا الزمن اللعين الموجع.
أقسم أنني أكتب متجرداً من أي تأثير لعلاقتي الحميمة بهذه الكتلة الإنسانية التي تعطرنا كل أربعاء بدهشة جديدة مختلفة وعذبة جدا. فقط أردت أن أقول إننا نحتاجه بشدة؛ لأنه مثل الذي يرش العطر لينعش حواسنا بالجمال، ومثل الذي يمارس إعادة صياغة أعصابنا ودوزنتها على سيمفونية حميمة كل أسبوع، تجعلنا نحجز المقاعد مبكراً لسماعها في الأسبوع التالي.
يا فؤاد: لأجل الله والناس، إجمع ما أدهشتنا به لنضعه في صيدلية الإنسانية لكل الأجيال.
هذا الكائن الإنساني الفريد الذي يحمل اسم «فؤاد عزب» ويطل علينا كل يوم أربعاء في «عكاظ» منذ وقت طويل، كاتب مختلف عنا نحن بقية الكتاب فيها وفي غيرها. نحن نكتب عن الحدث اليومي، حفر الشوارع، الوظائف، البطالة، لهاث الناس في العيش اليومي، نحن مستهلكون جداً ككتاب، لكن فؤاد ينتظر أسبوعاً كاملاً يستجمع فيه كل ما التقطته روحه من التفاصيل الإنسانية القابعة في ما وراء الضجيج ليخرج لنا بقصة إنسانية يسكبها بلغته المنبعثة من وحي يخصه وحده، النابعة من جدول رقراق تطفو عليه أوراق البنفسج وزهرات الياسمين وبراعم الفل التي يحتضن بستانها في قلبه، يتركنا أسبوعاً كاملاً ثم يباغتنا بحقيقة أننا مشغولون بتفاصيل ثانوية وهو مشغول بأصل الأشياء، الإنسان وكواليس وجدانه.
دعوكم من فؤاد خبير الإدارة الصحية وذي الباع الطويل في تأسيس فكر إداري صحي متقدم في زمن ما، وما زال يطوره، ولكن انتبهوا لفؤاد الكاتب المتفرد الذي أجزم أن لا أحداً يشبهه الآن. كيف ينحت روحه لتزهر بمثل هذا الكلام وهذه الحالات الغائبة عنا، كيف لا يكون نزفه الإنساني مطبوعاً ليقرأ المشغولون بهزائم الحياة شيئاً من إكسير يخفف الأوجاع ويبعث الأمل ويجبر هزائم الروح ويلملم شتاتها في هذا الزمن اللعين الموجع.
أقسم أنني أكتب متجرداً من أي تأثير لعلاقتي الحميمة بهذه الكتلة الإنسانية التي تعطرنا كل أربعاء بدهشة جديدة مختلفة وعذبة جدا. فقط أردت أن أقول إننا نحتاجه بشدة؛ لأنه مثل الذي يرش العطر لينعش حواسنا بالجمال، ومثل الذي يمارس إعادة صياغة أعصابنا ودوزنتها على سيمفونية حميمة كل أسبوع، تجعلنا نحجز المقاعد مبكراً لسماعها في الأسبوع التالي.
يا فؤاد: لأجل الله والناس، إجمع ما أدهشتنا به لنضعه في صيدلية الإنسانية لكل الأجيال.